يسكن حوت العنبر المحيطات الواسعة حيث يبلع في طعامه من الاسماك واحياء البحار ما يبلع فيكون فيه ما يهيج امعاءه فلا ينهضم فيحيط هذا الشيء الذي هيج امعاءه مادة تحميه من شره يقذفها آخر الأمر الى البحر. وقيل انها من تجمد مرضي في قوام الشمع بأمعاء حيوان بحري يسمى قشلوب مكروسيفال، ويوجد سائحا على سطح البحر قرب شواطىء الهند والصين واليابان وافريقيا والبرازيل فليقفها الانسان وينتفع بها الناس ان هذه المادة هي العنبر ذلك الاصل العطري من الاصول القليلة الحيوانية وحظ البحار الذي يعثر في البحر على قطعة من العنبر حظ كبير فهو غالي الثمن.</FONT></B>
وهذه المادة تكون رخوة اثناء خروجها من بطن الحوت ولونها سنجابي مسود ويكون حجمها كبيرا وفي تذكرة ابي داود أجوده الاشهب العطر الذي يمضغ ويمط ولم يتقطع فهو خالص ويليه الازرق فالاصفر فالفستقي. والعنبر مادة لها قوام الشمع رمادية وبيضاء وصفراء وسوداء وهي كثيرا ما تجمع بين اكثر من لون. </FONT></B>
والحوت الذي يوجد العنبر في امعائه هو حوت العنبر له رأس ضخم مليء بالزيت والدهن وهو يطول حتى يبلغ 60 قدما وهذا هو طول الذكر اما الانثى فيبلغ حجمها تقريبا نصف حجم الذكر.</FONT></B>
تتباين ألوان واشكال وتكوينات العنبر ولذلك يصعب امكانية تحديد النوع ويصيب بالاحباط مرتادي الشواطىء الباحثين عن هذه المادة المحيرة.</FONT></B>
في معظم الاحوال يكون العنبر ابيض اللون أو رماديا أو اسود أو بنيا أو مكونا من خليط من هذه الالوان، ومن حيث الشكل يمكن ان يكون العنبر هلاميا أو مربعا ولكنه يكون في الغالب مستديرا أو بيضاويا عند وصوله الى الشواطىء، ولربما كان ذلك بسبب عملية الدحرجة والصقل التي تنشأ بفعل الامواج في مدة زمنية طويلة قد تبلغ اعواما. في حالة ان يكون العنبر اسود اللون تكون بنيته رخوة ولزجة كالقطران الذائب.</FONT></B>
للعنبر رائحة مميزة لا يمكن وصفها لأي شخص لم يسبق له التمتع بعبقها المميز، وكثيرا ما يوصف العنبر بأنه اشبه بالمسك وله رائحة ترابية لطيفة لا شبيه لها أو رائحة شبيهة برائحة الطحالب وهي مماثلة لرائحة ارض الغابات الرطبة.</FONT></B>
تتباين روائح العنبر تباينا كبيرا تبعا لتباين انواعه، ويلاحظ ان العنبر رديء النوع أو الحديث التكوين (اسود اللون ولزج) له رائحة غير مستحبة، فإن كان بامكانك ان تتخيل رائحة روث البقر المعطر، فسوف تكون في المسار الصحيح، والعديد من الناس يعتقدون ان رائحة العنبر نفاذة أو سيئة للغاية، ولكن ذلك ليس صحيحا، وبصفة عامة فإن قطع العنبر الفاتحة اللون لها رائحة لطيفة وجميلة كما يلاحظ ان رائحة الحيوان (الروث) تخف كلما نضج العنبر ولكن الانواع البيضاء والرمادية على وجه الخصوص هي التي تحمل الرائحة اللطيفة الجميلة الجذابة التي يحلم بها مرتادو الشواطىء.</FONT></B>
يعد الاشهب القوي ثم الازرق ثم الاصفر أجود انواع العنبر اما الاسود فهو اقل جودة أو أردأه ويغش عادة بالجص والشمع. يحتوي العنبر على حوالي 25% مادة تسمى ambrein ولهذا المركب رائحة تشبه رائحة المسك وتكون قيمة هذا المركب كبيرة في تحضير ارقى واجود انواع العطور حيث يعطيها رائحة خاصة ويطيل بقاء رائحة هذه العطور مدة طويلة ولا يمكن تحضير العطور الغالية الثمن دون العنبر.</FONT></B>
ويستعمل العنبر داخليا لفتح الشهية وزيادة الوزن والقدرة الجنسية ويخفف من آلام التهاب المفاصل كما يستعمل كمسهل وطارد للغازات المعوية داخليا وطلاء من الخارج وترياق لعدة سموم وهو جيد للمعدة والامعاء والكبد والمثانة ويزيد من التنفس وضربات القلب. ويستعمل عن طريق الشم للفالج واللقوة والكزاز. ويستعمل دخانه للنزلات الباردة ومقوية للدماغ. ويستعمل كدهان على فقرات الظهر لاوجاع العصب والخدر، ويستعمل داخليا لعلاج الشلل النصفي وشلل الوجه ومرض الرقاص والتيتانوس والصداع النصفي وآلام الصدر والسعال والربو. ويستعمل للغرض السابق مخلوطا مع العسل ثلاث مرات في اليوم، ويستعمل بعد خلطه بالسمن والعسل للدغة الثعابين والعقارب.
المصدر جريدة الوطن</FONT></B>