مسألة أخذ الصورة من الآلة الفوتوغرافية محل خلاف بين أهل العلم و لعل أقرب الأقوال إلى الصواب ما عليه جمهور الفقهاء المعاصرين من جواز التصوير الفوتوغرافي استنادا إلى :
1- التصوير الفوتوغرافي ليس له حكم التصوير باليد ولا حكم التصوير المنهي عنه لأن علة تحريم التصوير هي مضاهاة خلق الله وهي منتفية في التصوير الفوتوغرافي ومعلوم عند الأصوليين أن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما .
2- التصوير الفوتوغرافي هو مجرد حبس للظل بأحماض معينة معلومة لدى أرباب هذا الفن فهو أشبه بصورة الشخص على المرآة وما زاد على هذا سوى حبس الظل .
3- إن التصوير كالمرآة إذا نظر الإنسان إليها .فلو فرض أن الصورة ثابتة فهل يحرم ذلك ,وما التصوير الفوتوغرافي إلا انطباع ظل الشخص على الفيلم وليس للإنسان دخل في تشكيل الصورة
4- إن التسمية الصحيحة للتصوير هي العكس كما يسميه أهل الخليج لأن العمل الذي يقوم به صاحب الآلة مجرد عكس صورة الزبون فيقال لصاحب الآلة عكاس و لصاحب الصورة معكوس و للآلة عاكسة .
5- التصوير الفوتوغرافي ليس كتصوير ما ليس له ظل ومع ذلك فقد أجاز بعض العلماء تصوير ما ليس له ظل مثل /القاسم بن محمد بن أبي بكر استنادا لحديث عائشة (إلا رقما في ثوب ) قال الترمذي : حديث حسن صحيح .وأجازه أيضا الإمام أبو جعفر الطحاوي و الإمام أبو محمد بن حزم الأندلسي .
6- إن الذي يبيح رؤية التلفاز –إذا لم يشتمل على محظور – لابد وأن يبيح الصور الفوتوغرافية ,لأن التلفاز عبارة عن مجموعة صور يتم تحريكها بسرعة توهم المشاهد بأنها تتحرك .
من أبرز العلماء القائلين بجواز التصوير الفوتوغرافي :
- مفتي الديار المصرية الأسبق العلامة محمد بخيت المطيعي في كتابه (الجواب الكافي في إباحة التصوير الفوتوغرافي ).
- الشيخ العلامة الفقيه سيد سابق في كتابه (فقه السنة ).
- الشيخ العلامة عبد الرحمن عبد الخالق في كتابه ( أحكام التصوير ) .
- رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه (الحلال والحرام في الإسلام ).
وكتب / عبد الغفور ديدي
didi.hse@gmail.com
