:idea:
:suspect:
الكوليسترول الغذائي وكوليسترول الدم
أصبحت كلمة كوليسترول من الكلمات الشائعة الاستخدام في حياتنا اليومية، وهي كلمة قد تثير الفزع لدى كثير من الناس لارتباطها بأخطار التعرض لأمراض القلب وتصلب الشرايين. ولكن قد لا يعلم كثير من الناس ان الكوليسترول هو أحد المكونات الطبيعية الموجودة في كثير من الأغذية التي نتناولها، وان هناك فرقا بين الكوليسترول الموجود في التغذية اليومية وبين كوليسترول الدم.
غالبا ما يظن الناس ان الكوليسترول يوجد فقط في الزيوت الدهنية، الا ان الواقع ان هناك كثيرا من الأغذية الأخرى سواء نباتية أو حيوانية يوجد فيها الكوليسترول بكميات تفوق ما قد يوجد في الزيوت والدهون وعشرات المرات، ومنها على سبيل المثال، البيض والاستاكوزا والأصداف البحرية والمكسرات وزبدة اللبن والشحوم الحيوانية.
وعلى الرغم من ان الكوليسترول ينتج ضمن العمليات الحيوية في النبات والحيوان، ويلعب دورا أساسيا خلال دورتها الحياتية للحفاظ على عدد من الوظائف الخلوية والتناسلية، الا انه ليس من الضرورات الغذائية حيث تستطيع أجسامنا انتاجه لتلبية حاجات الأغشية الخلوية وعصارة المرارة والهرمونات الاستيدودية، وكذلك لنقل الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامين D، ويتركز معظم الكوليسترول في الحيوانات في مناطق تجمع الدهون، لهذا يحرص كثير من الناس على ازالة الدهون من اللحم قبل تحضيره.
اما بالنسبة الى الدهون والزيوت النباتية، فانها عامة ما تصنف على انها خالية من الكوليسترول وفقا لأبحاث منظمة الأغذية والأدوية في الولايات المتحدة FDA، وذلك باعتبار ان محتواها من الكوليسترول ضئيل جدا.
الا ان وسائل التحليل الحديثة فائقة الدقة أوضحت وجود تباين في محتوى الكوليسترول ضمن الزيوت النباتية المختلفة، وعلى ذلك فقد يكون من المفيد تخير أقلها محتوى من الكوليسترول للحصول على الحصة المناسبة اللازمة منه للعمليات الحيوية في اجسامنا من دون تجاوزها، وفي بلدان مثل ماليزيا فان متوسط استهلاك الفرد للزيوت والدهون النباتية يساوي 50 غراما في اليوم، وبالتالي يحسب معدل الكوليسترول المتحصل عليه في التغذية اليومية من أي من الزيوت أو الدهون النباتية بما فيها زيت النخيل في حدود واحد ملليغرام في اليوم.
ومن المهم ان نوضح ان الكوليسترول هو أحد العناصر التي ينقلها الدم عبر جزئيات من البروتينات الدهنية، وهو يلعب دورا أساسيا لعديد من الوظائف الخلوية والتناسلية. ولكن يجب ان يبقى معدله ضمن الحدود المطلوبة، حيث ان أي ازدياد في مجموع الكوليسترول أو عدم توازن في توزيع البروتينات الدهنية، يشكل عامل خطر أساسي في الاصابة بأمراض القلب والشرايين التاجية. وعلينا الحرص على اختيار الأطعمة التي تحوي نسبة كوليسترول أقل من غيرها.
